الثلاثاء، 22 يناير 2013

كيفية إختيار المشاريع الناجحة

يعي الكثير من الناس المعنى الحقيقي للمشروع التجاري، و يعتقد أنه ذلك الشيئ الكبير الذي يصعب تحقيقه و الذي يتطلب مبالغ مالية طائلة من أجل البدأ فيه، إلا أن الأمر ليس بالضرورة كذلك. حيث أن المشروع هو أي نشاط زراعي أو إنتاجي أو خدمي يتم فيه إستخدام موارد معينة و تخصيص رأس مال محدد من أجل الحصول على العوائد، و من الممكن أن يكون المشروع صغيراً أو متوسطاً أو كبيراً. فعندما يقرر الشخص إختيار المشروع المناسب، يجب عليه بدايةً معرفة مصادر الأفكار الإستثمارية و دراستها و إستخلاص الفرص المتاحة لتحقيق الأرباح. من الأمثلة على مصادر الأفكار ما يلي: - عدم سد حاجة السوق مس سلعة معينة و إزدياد الطلب عليها. - عدم توفر الإمكانيات المادية للكوادر البشرية المؤهلة و القادرة على الإنتاج. - تحديد الفرص الإستثمارية للصناعات المحلية من خلال دراسة قوائم الواردات. - تحقيق التكامل الإقتصادي بين الصناعات و القطاعات المختلفة. - الخبرات الإختصاصية و الإقتصادية في المشاريع الإستثمارية. - المشاريع المشتقة عن العقبات التي تواجه بعض الحكومات في تحقيق التنمية الإقتصادية. و بهذا يتبين أن الخطوة الأولى للمشاريع الناجحة هو تحديد الأفكار المناسبة للمشروع عن طريق فرز دقيق و سريع للمشاريع و الأفكار المقترحة. و بعد التركيز على المشروع، يجب التأني و إجراء الدراسات الشاملة المتعلقة بكل ما يمكن أن يؤثر فيه، و عدم التعجل و الإسراع في التنفيذ. حيث يجب على كل مشروع أن يبدأ بدراسة جدوى و دراسات سوقية مكثفة، و هذه الدراسات تتطلب ما يلي: - دراسة حجم الطلب على السلعة أو الخدمة التي تنوي تقديمها و تحديد الشريحة المستهدفة. - التكنولوجيا المطلوبة ومدى توافر عناصر الانتاج الرئيسية للمشروع. - تحديد المدة اللازمة لتنفيذ المشروع و مسؤوليات التنفيذ . - دراسة تقديرية لحجم رأس المال المستثمر و النفقات التشغيلية. و بالإعتماد على مثل هذه الدراسات و المعطيات، يمكن إتخاذ القرار المتعلق بالبدأ بالمشروع أو إلغاء الفكرة، حيث يمكن أن يتم إلغاء الفكرة بسبب عدم توفر التكنولوجيا اللازمة أو الأيادي العاملة أو غيرها من الأسباب. فإن كانت الدراسة الأولية لجدوى المشروع مقبولة من ناحية إقتصادية، لابد من القيام بدراسات أكثر دقة من أجل التأكد من توافر النواحي البيئية و الفنية و المالية و الإقتصادية اللازمة للمشروع، حيث أن لمثل هذه الدراسات أهمية قصوى تتطلب إجراءها من قبل مختصين فيها، لذلك يجب الإستعانة بمثل هؤلاء الخبراء للقيام بهذا النوع من الدراسات، و تحديد مدى جدوى و ربحية المشروع على المدى البعيد. فإذا أظهرت الدراسات الإقتصادية المتخصصة أن هناك إحتماليات تحقيق أرباح مناسبة، يتم عندها البدأ بتنفيذ المشروع. و تعتبر مرحلة البداية من المراحل الحيوية و الهامة بالنسبة للمشروع، حيث يتفق الجميع على أن البداية السيئة تؤدي في الغالب إلى فشل المشروع، بغض النظر عن مدى نجاحه في الدراسات. بعد عملية التنفيذ، لابد من إجراء دراسات تقييم كفائة الأداء الإقتصادي الخاصة بالمشروع الجديد، و تتم هذه الدراسات بعد فترة زمنية معينة و بشكل دوري ثابت من أجل الوقوف على التطابق بين الدراسات و التنفيذ، و معرفة نقاط القوة و الضعف، و ذلك لضمان الإستفادة القصوى من إمكانيات المشروع و عدم الإستمرار في أي نوع الممارسات الخاطئة. بهذه الطريقة، يتم إتباع الأسس العلمية في إختيار المشاريع الإستثمارية من أجل ضمان تحقيق العوائد المناسبة التي تعود بالربح على صاحب المشروع و على العاملين فيه، من أجل تشجيع العمل بالشكل الذي يساهم في تنمية الإقتصاد الوطني بشكل عام. فالمشروع الناجح يبدأ بفكرة تحتاج إلى رعاية متخصصة من أجل تحويلها إلى مصدر دخلٍ ناجح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق